ما المزايا التي يمكن أن تحققها معايير الاستدامة للمستثمرين؟

تعد معايير الاستدامة البيئية والاجتماعية والمؤسسية من عناصر الاستثمار المسؤول والأخلاقي والذي أصبح موضع تركيز ومطلبا أساسيا من قبل العديد من المستثمرين الأقراد والمؤسسات الذين اصبحوا يتجنبون الاستثمار في أسهم الشركات التي لا تحقق المعايير الأخلاقية مثل شركات الذخائر الحربية وشركات التبغ والكحول والقمار والشركات التي تستغل الموارد الطبيعية، لا سيما تلك العاملة في التعدين واستخراج الوقود الأحفوري. وقد أدى هذا التوجه إلى انخفاض عوائد هذه الشركات العاملة في تلك القطاعاتنظراً لأن المستثمرين قد احجموا عن الاستثمار فيها.

 

وعلى النقيض من ذلك، ازدادت الجاذبية الاستثمارية للشركات التي تحقق معايير الاستدامة البيئية والاجتماعية وتبدي التزاما بتقليل التأثيرات الضارة على البيئة أو المجتمعات التي تعمل فيها، خصوصا وأن التحليلات تشير إلى أن الاستثمار في أسهم الشركات التي تحقق معايير الاستدامة يحقق الربحية بقدر الاستثمار في الأصول الأخرى إن لم يكن يتجاوزها، لا سيما في أوقات تقلبات السوق.

 

وفي العديد من البيئات التنظيمية، أصبحت البيانات غير المالية التي تتضمن مقاييس معايير الاستدامة البيئية والاجتماعية والمؤسسية مطلبًا إلزاميًا، خصوصا بعد أن أصبح المستثمرون المؤسسيون يقومون بتقييم الشركات بشكل روتيني بناءً على بيانات الاستدامة، حيث عادة ما يتم استبعاد الشركات ذات الدرجات المنخفضة من معايير الاستدامة، الأمر الذي يكون له تأثير إيجابي على الشركات التي حصلت على درجات عالية والتي يمكن إدراجها في أحد مؤشرات الاستدامة.

 

وعلى نفس المنوال، أصبح المستثمرون الأفراد المهتمون بالاستدامة محط اهتمام الشركات والمؤسسات المقدمة للخدمات والبيانات والذين أصبحوا يوفرون هذه البيانات لهم. كما أنهم قادرون على الاستثمار مباشرة في الصناديق المشتركة وصناديق الاستثمار المتداولة التي تتعقب مؤشرات الاستدامة.

وفي هذا الصدد، أطلقت بورصة قطر منصة إلكترونية تتيح للمستثمرين استعراض وتقييم أداء الشركات المدرجة في بورصة قطر، ويمكن الوصول إلى هذه المنصة من خلال النقر على الرابط التالي: منصة بورصة قطر للاستدامة